Home
English
Español
Português
Fench
العربية
 
توقيت بعبدات
ابحث عن إسم أو عائلة
املأ أي حقل للحصول على النتيجة
بحث
Build your family tree Here
A
A

أسباب الهجرة البعبداتيّة وإتجاهاتها

قبل أن نغوص في الأسباب والنتائج التي دفعت اللبنانيين الى الانتقال من ربوع بلادهم الخضراء الى بقاع الأرض الخصبة بالأحلام، نتوقف أمام مشاهد المغتربين الوافدين الى لبنان إثر كل محنة، وفي كل عيد ومناسبة وعطلة... وهم يقبلون أرض مطار بيروت الدولي، معلنين بالفم الملآن، وبالعربية المتكسرة أحيانا: نيال اللي إلو مرقد عنزة في لبنان

مشاعر المغتربين الى لبنانهم تستمر قوية، على الرغم من أن أحلامهم بنيت في بلاد الانتشار، لكن قلبهم هنا وعينهم على هنا ونبضهم يظل يخفق قويا كلما مرّ اسم مسقط رؤوسهم في بالهم... انه شعور غريب عجيب يصعب تفسيره

ماذا في اسباب الهجرة واتجاهاتها؟

الهجرة البعبداتيّة

بدأت الهجرة البعبداتيّة منذ العام 1860 تقريباً،  وتُعتبر أسباب الهجرة البعبداتيّة جزءاً من الأسباب العامة للهجرة اللبنانيّة، وتعود الدوافع المباشرة للهجرة البعبداتيّة الى أسباب إقتصاديّة بالدرجة الأولى، ثم الى أسباب دينيّة وإجتماعيّة وسياسيّة،  وحول توزيع مياه نبع العرعار الذي كان يُعتبر النبع الأساسي للحياة الإقتصاديّة الزراعيّة، ما أدى الى خلاف مدنّي بين أهالي بعبدات من جهة وبعض النافذين المحليّين المدعومين من السلطات الدينيّة، تحوّل على أثره ثُلثا سكّان بعبدات، عام 1892، من الطقس الماروني الكاثوليكي (المارونيّة طقس شرقي كاثوليكي) الى البروتستانتيّة لمدّة لا تتجاوز السنة، ثم عادوا لينخرطوا في الطقس اللاتيني الغربي، في 6 كانون الثاني 1893. هذا وكانت رسائل الأقارب المهاجرين والدعوات للإلتحاق بهم، لها تأثير مباشر على أبناء بعبدات

 

إتّجه البعبداتيّون الأوائل نحو بلدان القارة الأميركيّة وهي الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة الأميركيّة والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا. وتوجد اليوم أكبر نسبة للمتحدرين البعبداتيّين في الأرجنتين

وأما في كندا وبويرتو ريكو ومؤخراً في بلدان أخرى، فهم متواجدون إجمالاً في أهم العواصم والمدن الكبرى


الهجرة الى البرازيل

الأسباب

تعود أسباب الهجرة الخاصة إلى البرازيل التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، إلى رغبة اللبنانيّين في الإثراء والرفاه ورفع مستوى المعيشة وجمع المال، والهروب من الفقر والجوع والإضطهاد، إضافة الى ذلك التشجيع الذي أبداه أمبراطور البرازيل بيدرو الثاني أثناء زيارته لبنان عام 1876. فقد لاحظ خلالها الحيوية والنشاط اللذين يتمتع بهما اللبنانيّون، فأبدى رغبته في رؤية عدد كبير منهم في البرازيل، ووعدهم بالحماية، ضامناً لهم العودة، متمتعين بالازدهار والسعادة. ولتشجيعهم على الهجرة وإظهار صورة جميلة عن تصرفه، أودع في البنك العثمّاني مبلغاًُ من المال مخصصاً لمساعدة الأولاد الفقراء على دخول المدارس. وأبدى عدد كثير من اللبنانيّين إعجابهم بهذه الخطوة التي ولّدت فيهم مشاعر الود تجاه البرازيل

 

هذه الخطوة التي أقدم عليها بيدرو الثاني تنطوي على خلفية إقتصادية مهمة بدأت مع إنفتاح البرازيل على العالم في القرن التاسع عشر. ففي تلك الحقبة إحتاج البرازيليّون في المرحلة الأولى إلى مزارعين صغار ليقيموا في الجنوب النامي، وقد ضمّت البرازيل أعداداً كبيرة من المهاجرين السويسريين والألمان والإيطاليين والبولونيين وغيرهم... وفي الفترة التي كانت فيها البرازيل خاضعة تحت سلطة ملك البرتغال دون جوان الرابع، وقّع هذا الأخير على مرسوم سمح بموجبه للحكومة بتقديم الأراضي إلى الأجانب، الأمر الذي شكل بداية لهجرة واسعة إلى البرازيل

 

وفي العام 1850 بدأ الترويج للهجرة على قاعدة أن البرازيل "جنة ذهبية"، في وقت كانت أوروبا وآسيا تعانيان الفقر والحروب والمجازر، وكانت قوانين الهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية ومتطلّباتها كثيرة وصعبة... بينما في البرازيل كانت المتطلّبات أقل تشدّداً. وشملت سياسة الإنفتاح البرازيليّة توقيع معاهدات تجارية مع بعض الدول، من بينها معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة مع السلطنة العثمّانية (1858). ولم تكتف تلك المعاهدة بإقامة علاقات تجارية بين البلدين، بل سهلت أيضاً دخول حاملي جوازات السفر العثمّانية (التركي) إلى البرازيل

 

أما فيما يتعلّق بأماكن تواجد المتحدّرين من بعبدات في البرازيل، فهم في أكثريّتهم متواجدون في الولايات التالية

São Paulo, Minas Gerais, Goiás, Mato Grosso, Mato Grosso do Sul, Rio de Janeiro, Amazonas, Maranhão...

 

 

الوصول

كانت وفود المهاجرين اللبنانيين تصل إلى البرازيل تباعاً، بعد رحلة بحرية شاقة تستغرقت غالباً نحو سبعين يوماً، وهم في حالة من الفقر المدقع، كما كانوا يجهلون لغة البرازيل وعاداتها وقوانينها، ولم يكن لديهم من يزوَّدهم بالنصح والإرشاد. كانوا ينزلون في مرافئ ريو دي جانيرو أو سانتوس (في ساو باولو) أو السلفادور (في باهيا) أو بيليم (في بارا) التي كانت المدخل إلى مناطق الأمازون، أو في مرفأ سان لويس (في مارانياو)، ومنها إنطلقوا الى كافة أرجاء البرازيل. وامتلكت البرازيل أماكن لاستقبال المهاجرين المرضى، ومن أشهرها تلك الواقعة في جزيرة الكوبرا في منطقة ريو دي جانيرو. وفي مرفأ سانتوس كان المهاجرون يُنقلون مباشرة بالقطار إلى محطة سكك الحديد التابعة لدار الضيافة في ساو باولو، حيث كانوا يمضون بضعة أيام يرتاحون خلالها ويحصلون فيها على العناية الطبية. وإبتداءً من العام 1887 إفتتحت السلطنة العثمانيّة قنصليّة لها في ريو دي جانيرو، ولكن المهاجرين لم يتّصلوا بها إلاّ عند الضرورة. وكان يُطلق على المهاجرين اللبنانيّين والسوريّين إسم

Turcos

أي أتراك لأنهم كانوا يسافرون بجوازات سفر عثمانية ويُعَدَّون من أتباع السلطنة العثمانية

 

تعاطى اللبنانيّون التجارة بشكل كبير حتى أصبح شارع 25 آذار أكبر تجمُّع للبنانيين في ساو باولو وأكبر مركز وموقع تجاري في أميركا الجنوبيّة والوسطى. كما تعاطوا الصناعة والزراعة وتربية الحيوانات ودخلوا في القطاع المصرفي والخدمات العامة والمهن الحرَّة والقضايا الإجتماعيّة، وأسسوا النوادي والجمعيّات والمراكز الصحيّة... وبرعوا في حقل الصحافة، ونذكر هنا البعبداتي نعوم كسروان لبكي الذي أسس عام 1896 جريدة "الرقيب" في ريو دي جانيرو وفي العام 1899 جريدة "المُناظر" في ساو باولو، واندمجوا مع المجتمع البرازيلي وشكَّلوا جالية نشيطة منتجة. وقد أدى هذا التطوّر الى جعل الجالية اللبنانيّة في البرازيل أكبر جالية في العالم


الهجرة الى الأرجنتين

الأسباب

تبنّت الأرجنتين فتح أبواب الهجرة إليها في القرن التاسع عشر، ورَغِبت في استثمار أرأضيها الزراعية، وتحولت إلى بلد استقبل أغلبية المهاجرين الأوروبيين بعد الولايات المتحدة. أما اللبنانيون فقد هاجروا إليها على أنها بلاد الوعود والثروة، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كجزء من موجة الهجرة اللبنانية- السورية خلال الحكم العثماني

 

قدِم بعض المهاجرين بدعوة من أقربائهم الذين سبقوهم. وما لبثوا أن نظموا أنفسهم ودعموا القادمين الجدد مادياً أو تشاركوا معهم تجارياً. ومن الأسباب التي سهّلت الهجرة إلى الأرجنتين والتي قامت بها بعض المبادرات الفرديّة هي ترجمة القانون الصادر العام 1876 إلى العربية وقوانين أخرى متعلّقة بالنشاط الزراعي وبمنشورات تُعرّف بعادات الأرجنتين. كما تم ترجمة جميع القوانين المتعلّقة بالهجرة، وإصدار كتبًا مبسّطة بالإسبانبة والعربية تتضمّن قواعد اللغة الإسبانبة وتوجيه المغتربين. وفي العام 1910 أُنشِئت قنصليّة للسلطنة العثمانيّة في الأرجنتين، مما فتح أعين المهاجرين أكثر فأكثر على الهجرة إليها

 

أما فيما يتعلّق بأماكن تواجد المتحدّرين من بعبدات في الأرجنتين، فهم في أكثريّتهم متواجدون في الولايات التالية

Buenos Aires, Jujuy, Salta, Santiago del Estero, Catamarca, La Rioja, San Juan, Cordoba, Santa Fé, Entre Rios, Mendoza, Tucuman, San Luis, Santa Cruz, Tierra del Fuego, Corrientes, Rio Negro, Chubut, Chaco...

 

الوصول

ركب اللبنانيون البحار سائرين مع كلّ ريح،  فقصدت أفواج منهم الأرجنتين. وكان المغترب اللبناني يبحث أوّلاً عن ابن قريته، ثمّ عن أبناء القرى القريبة منها عند وصوله إلى المهجر. وظلّ المغتربون الأوّلون محافظين على هذه الطريقة في حياتهم الاجتماعية والتجارية، ونظّموها على أساس الأقرب فالأقرب. أبناء القرية أوّلاً، فأبناء القرى المجاورة ثانيًا، ثم أبناء بقية القرى ثالثًا. وبلدة

Guemes

في ولاية

Salta

هي أكبر مثال على ذلك، حيث تواجد فيها بعبداتيّون كُثر حتى عُرفت ببعبدات الصغيرة

La chica Baabdat

 

كان اللبنانيّون يدخلون الأرجنتين أحيانًا بصورة غير شرعية عبر الأوروغواي، غير أنه لم يسمح لهم بدخولها رسمياً إلا عام 1896، بعد أن صدر قانون خاص بذلك. وهكذا بدأ الأوروبيون الذهاب إلى الأرجنتين وتبعهم اللبنانيون، مع أنّه لم يكن مرغوبًا بهم في بادئ الأمر، بدليل إنهم قوبلوا بالإضطهاد، وأطلق عليهم لقب

Turcos

أي أتراك، وعانوا التمييز العنصري شعبياً ورسمياً، والدليل على ذلك، أن الحكومة الأرجنتينية عندما قرّرت الإتيان بمهاجرين أوروبيين لتحضير البلاد، منعت اللبنانيين من الإقامة في الفنادق المعدَّة لإستقبال الأوروبيين. ولم يُسمح لهم بإستخدام التسهيلات المعطاة لهؤلاء إلا عام 1939 عندما خفّت الهجرة إلى الأرجنتين


الهجرة الى الولايات المتحدة الأميركيّة

الأسباب

جذبت الولايات المتحدة أنظار اللبنانيّين والمهاجرين من جميع أنحاء العالم، ولا سيّما بعد أن انتُخب أبراهام لنكولن المعادي للعبوديّة العام 1860، وتشجيعه الهجرة إليها لقاء أرضٍ مجّانيّة تُعطى للمهاجرين، بهدف توفير اليد العاملة التي تفتقر اليها البلاد. كما شاعت أخبار غنى الولايات المتحدة بالموارد الوفيرة والمعادن والمناطق الغنيّة، واكتشاف الفضّة والذهب، كما ذاع تقدّمها في مجال الإكتشافات والإختراعات وتطبيقها العِلم والبراعة في ميادين العمل والإنتاج. وتنامت، الى جانب الرخاء الإقتصادي والبحبوحة في العيش، أخبار الحريّة على اختلاف مظاهرها وتطبيق مبادىء الإخاء والمساواة والعدالة. كل ذلك أيقظ المَيل عند اللبنانيّين وغيرهم الى المغامرة والتفكير بالذهاب الى الولايات المتحدة الأميركيّة

 

من ناحية أخرى، نما التأثير الأميركي الخيري والثقافي في جبل لبنان خلال القرن التاسع عشر، بفضل الإرسالية البروتستانتية الأميركية التي أنشأت كنائس ومدارس للصبيان والبنات تردد إليها بعض اللبنانيّين. كما تأسست الجامعة الأميركية في بيروت ونشرت كتباً مدرسية بالعربية والإنكليزية. ونتيجة لذلك، ظهرت طبقة مثقفة وعاطلة عن العمل، هاجر قسم منها الى مصر وكذلك الى العالم الجديد، لتسهم في مسيرة رُكب الحضارة والرقي، وتحسين أحوالها المادية والإجتماعية

 

ورافق تلك الرغبة الى الهجرة تفاعل اللبنانيّين مع عدد من المرسلين والحجاج والسياح الأميركيين الذين كانوا يزورون الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية والأثرية في الشرق ، فكوّنوا عنهم فكرة طيبة لمظهرهم الغني وسخائهم ومصاريفهم. وقد سافر عدد من اللبنانيين برفقة السياح حاملين معهم السبحات والأيقونات والصلبان لبيعها للأوروبيين والأميركيين المسيحيين. وبعد شهور رجعوا إلى بلادهم بأرباح، مما دفع محبي الكسب إلى حمل مثل هذه البضائع والسفر بها إلى أوروبا وأميركا في المرحلة الأولى، ثم اقتصر السفر إلى اميركا. وفي تلك الأثناء، كانت أميركا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر تسير نحو التمدّن والإزدهار الصناعي بشكل سريع، وإنشاء شبكة الطرقات والمواصلات والهاتف والتلغراف والكهرباء وصناعة السيارات، مما ولد الحاجة إلى أيدٍ عاملة من الخارج. ثم تضافرت عوامل عديدة لاسيما منذ منتصف القرن التاسع عشر، منها حث السلطان العثماني أتباعه على عرض حِرفهم وفنونهم التقليدية في معارض عدة، وقد اختار العديد من المشاركين البقاء في الولايات المتحدة. وسرعان ما أخذت الأخبار  تنتشر في القرى والمدن اللبنانية عن نجاح هؤلاء الرواد في جمع الثروات. إذ كان العائدون يخبرون أقرباءهم وأصدقاءهم عن سهولة الحصول على الثروة في أميركا، ومجالات العمل والحياة المرهفة والقدرة على تحقيق الأحلام في تلك البلاد، وأطلقوا دعوات مباشرة ونداءات إلى الأهل للالتحاق بهم. يُضاف الى ذلك ما أرسله المهاجرون من أموال إلى أهلهم، مما دفع كثيرين في تلك القرى والمدن إلى ترك كل ما لديهم والسفر إلى أميركا

 

أما فيما يتعلّق بأماكن تواجد المتحدّرين من بعبدات في الولايات المتحدة الأميركيّة، فهم في أكثريّتهم متواجدون في الولايات التالية

New York, New Jersey, Massachusetts, Michigan, Virginia, North Carolina, Texas, Arizona, Ohio, Florida, Minnesota...

 

 

الوصول

سافر معظم المهاجرين اللبنانيّين الأوائل على متن بواخر فرنسية إنطلقت من بيروت نحو الإسكندريّة في مصر ومن ثم الى نابولي في إيطاليا فمرسيليا في فرنسا. ومن هناك كان المهاجرون يبحرون على متن سُفنٍ أخرى باتجاه مرافئ أخرى إلى أن تصل إلى نيويورك. سعيد الحظ فعلاً، هو من كان له صديق أو نسيب مهاجر سبقه إلى هناك. حينها يمكنه أن يتكل على مساعدته له في تدبير مكان للنوم وفي إيجاد عمل معقول. وكان عدد كبير منهم قد إنتقل من ولاية نيويورك، الى ولايات ماساتشوستس، بنسلفانيا، ميتشيغن، إنديانا، كونيتيكت، ميسوري، لويزيانا، نيوجرسي، تكساس، فرجينيا، أوهايو، كاليفورنيا... أما المهاجرون الذين وصلوا إلى ولايات ألاباما وتكساس وغيرها، قد عانوا في بداية الأمر من مضايقات عدّة من بعض الأميركيّين. كما قاسوا صعوبة في إيجاد عمل ملائم لهم، وخصوصاً خلال الأزمات التي كانت تهب على الإقتصاد الأميركي عموماً، وفي ديترويت على قطاع صناعة السيارات خصوصاً. ومن أجل تلبية الحاجة إلى العمال راح فريق من أصحاب الشركات يقوم بجولات واسعة في أوروبا وفي بلدان الشرق الأوسط من أجل حث العمال على السفر، وبالفعل فإن تلبية هذا النداء أعطت ثمارها بسرعة، نظراً إلى الحالة الإقتصادية المتردية في العديد من الدول التي قدمت الأيدي العاملة


الهجرة الى المكسيك

الأسباب

لا تختلف أسباب الهجرة الى المكسيك عن أسباب الهجرة العامّة، والتي تعود الى الفقر والبؤس والاضطهاد الديني والخوف والقهر والضغوط الاقتصادية والضرائب الباهظة والألم والحروب، فهاجر اللبنانيون إلى بقاع كثيرة من العالم. واتجهت الهجرة الى المكسيك لإمكانية عيش المهاجرين، وفق معتقداتهم الدينية في محيط يتآلف مع إيمانهم الكاثوليكي بعد الحرب العالمية الأولى، واعتماد الولايات المتحدة العام 1921، قوانين هجرة صارمة، فضلاً عن الضيق الإقتصادي الذي أصاب هذه الأخيرة إثر الأزمة الاقتصادية العام 1929، ما جعل الهجرة تتضاءل إلى الولايات المتحدة لتنشط نحو البرازيل والأرجنتين والمكسيك بسبب سياسة هذه الأخيرة المتساهلة تجاه الهجرة

 

الوصول

كانت الطرق المؤدّية إلى المكسيك تبدأ من بيروت وتمرّ بفرنسا فالولايات المتحدة أو أحيانًا كوبا. ويشاع إلى أنّ أول دفعة وكثير من دفعات المهاجرين وصلت إلى مرفأ

Vera Cruz

ومنها إلى

Tampico

 

فما إن وصل المهاجرون إلى المكسيك حتى واجهوا صعوبات في تسجيل أسمائهم، ممّا كاد يعطّل عملية دخولهم إلى البلاد، فعمد موظفو مرفأ فيراكروز، بتحوير الأسماء اللبنانية بما يتناسب مع اللغة الإسبانية، وعمد مهاجرون آخرون، بسبب جهلهم اللّغة الإسبانية، ومن دون أن يدروا ما هي النتائج الناجمة عن ذلك، إلى اعتماد أسماء بلداتهم وقراهم بدل شهرتهم أو عائلاتهم، وتحوّلت الأسماء الأصلية إلى الإسبانية، ومع مرور الزمن تعذّر على السفارات اللبنانية وغيرها من الهيئات إجراء إحصاءات دقيقة لمعرفة عدد المغتربين لا سيّما وأنّهم انتشروا ليس فقط في المكسيك بل في كلّ المغتربات

 

وانتشر المغتربون في مرحلة سفرهم المبكرة بطريقة عشوائية في ضواح شعبية، وانحصر امتدادهم في محيطهم الجديد بأن دخلت بعض طبقاتهم وسكنت المدن والأرياف حيث وجدوا أوائل الزبائن الذين تعاملوا معهم، ومع مرور الزمن إختلطوا تدريجيّاً بجميع طبقات المجتمع إلى أن تطوّر قسم كبير منهم وسكن في المُدُن المهمّة. غير أنّ بعضاً من السكّان المحلّيين اتخذوا من الوافدين الجدد مواقف مختلفة، إذ كانوا يرغبون في أوّل الأمر التخلّص منهم ومعاداتهم، فكلمة أجنبي في المكسيك، كغيرها من البلدان، مرادفة لكلمة غريب، وكيف لا يكون ذلك، وقد عُرِّف بهم بأنهم أتراك. ولا شكّ أن الجهل كان العامل الأساسي وراء هذا الموقف، مدعومًا بالخوف المسيطر على الطبقات الفقيرة من أنْ يسرق الأجانب اللبنانيون رزقهم

 

وكان التبادل العملي بين البائع اللبناني والشاري المكسيكي يتمّ في بادئ الأمر بإشارات اليدين أو بهزّ الرأس قبولاً أو رفضًا، لجهل اللبناني لغة البلاد الأصلية أي الإسبانية، وشيئًا فشيئًا تعلّم اللبناني لغة أهل المكسيك من دون الدخول إلى مدرسة، ولاقى تعاطفًا منهم. ويمكن القول إنّ البضائع التي وصلت إلى أماكن بعيدة كانت أساسًا خارج الطريق الذي سلكه الباعة الجوّالون. ويعود ذلك إلى همّة اللبنانيين وإقدامهم والانتشار في مجاهل وأدغال مجهولة. والواقع أنّ اللبنانيين قد استفادوا من سياسة حكم الرئيس بوفيرو دياز الاقتصادية، الذي شجّع الاستثمار الأجنبي مما فتح الباب أمام مشاركة المهاجرين في نمو الاقتصاد، فازداد عدد الباعة الجوّالين وهي مهنة شهدت إقبالاً كثيفًا من المهاجرين عامّة واللبنانيين خاصة

 

ونشط اللبنانيون بقوّة في الحياة الاقتصادية المكسيكية، وفي مختلف قطاعاتها وفي جميع مناطق البلاد حتّى قيل إنّه لا يوجد أي قطاع اقتصادي إلاّ ويعمل فيه لبنانيون، في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة والإدارات العامة والسياسة وغيرها. وقد انتشر اللبنانيّون في جميع أنحاء المكسيك ولاسيّما في مكسيكو العاصمة وميريدا وغودالاخارا وتمبيكو وكوسوميل وتولوكا وأكابولكو وغيرها

الهجرة الى فنزويلا

الأسباب

وصَلَ أول المهاجرين اللبنانيّين الى فنزويلا في العام 1880 في جزيرة مرغريتا في شرق البلاد، وما لبثت أن توقفت الهجرة حتى العام 1895 ، لتنشط من جديد مع قيام مكاتب رسميّة إعلامية فنـزويلية في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا تنظم عملية الهجرة وتعطي معلومات حول فنـزويلا ومزايا مناخها والزراعة فيها، وما تحتويه من الثروات الطبيعية كالذهب والإلماس. فكان أن تجدّدت دفعات المهاجرين اللبنانيّين وبجوازات سفر عثمانية

 

لم تكن الهجرة إلى فنـزويلا كثيفة في بداية الأمر، لأنها بلاد زراعيّة، ولا يرغب المهاجرون في العمل الزراعي، بل كانت غايتهم تجارية بحتة. لكنّ مع اكتشاف منابع النفط واستغلاله في فنـزويلا العام 1919، وازدياد مدخول خزينة الدولة، انعكس ذلك إيجابًا على مستوى المعيشة، غدا العمّال في بحبوحة، وازداد تهافت المهاجرين من أقطار كثيرة ومنها لبنان إلى فنـزويلا، غير أن ظاهرة الاغتراب اللبناني برزت بوضوح وقوّة ما بين الأربعينات والستينات من القرن العشرين، وذلك لإعتبارات اقتصادية، إذ فتحت فنـزويلا أبواب الهجرة في صورة واسعة وإتّبعت نظام الاقتصاد الحرّ، فكان أن ازداد عدد المهاجرين اللبنانيّين، خاصة من الذين يتقنون اللغة الفرنسية

 

الوصول

واجهت المهاجرين الأوائل مشكلة تسجيل أسمائهم، إذ كان موظفو الهجرة والجوازات يسجّلون أسماء المغتربين على النحو الذي تتقبّله أسماعهم لأنهم كانوا يجهلون معناها، فيترجمون ويبدّلون متجاوزين أهمية الإنتساب العائلي عند اللبنانيين. ومن المشكلات التي واجهتهم، إعتبارهم أتراكًا، إذ كان الأتراك في نظر أهل فنـزويلا متخلفين. لم يسلم المغتربون الأوائل من الظلم والوشايات التي ساقها المهاجرون الإيطاليون في حقهم، واتهامهم بأنهم أَكَلَة لحوم البشر

 

جال المغتربون في مرحلة هجرتهم الأولى بالكشّة، كباقي بلدان القارة الأميركيّة، غير أنّ توقّف الحركة الاقتصاديّة في البلاد بسبب ركود الزراعة، جعلتهم يتضايقون ويتجمعون، حتى ظهور النفط سنة 1917، حيث عادوا بقوة إلى تجارة الكشّة يحملون البضائع الجاهزة، فانتشروا في الأسواق، مما أثر سلباً على عمل أصحاب المخازن والمحال في البلاد. ما حمل أيضاً تجّار البلاد للضغط على الحكومة، وسنّ قوانين تحرّم إستعمال الكشّة تحت طائلة السجن. فما كان على أصحاب الكشّة إلاّ اللجوء إلى ممارسة تجارتهم باكراً أو ليلاً للتخفّي، أو الاكتفاء بنماذج خفيفة من بضاعتهم يحملونها، متوارين عن أنظار مأموري الحكومة وسمعهم. ففتحوا المحلاّت التجارية وجمّعوا، بعد صعوبات جمّة، ثروات مالية كبيرة حتى قيل فيهم يربحون ذهباً ويأكلون ذهباً

الهجرة الى كولومبيا

الأسباب

بدأت الهجرة اللبنانية إلى كولومبيا في أواخر القرن التاسع عشر. وشكّل ساحل كولومبيا على الأطلسي أو البحر الكاريبي نقطة دخول معظم المهاجرين اللبنانيّين إلى كولومبيا. كان

Puerto Colombia

المرفأ الرئيسي الذي استقبل المهاجرين، وهو يقع قرب مدينة

Barranquilla

المهمة

 

يصعب الإجابة عن أسباب الهجرة إلى كولومبيا تحديدًا كوجهة أخيرة للمهاجرين. لقد اختار العديد من المهاجرين أميركا الشماليّة كوجهة أساسيّة، ووصلوا إلى أميركا الجنوبيّة إمّا مصادفة وإمّا جراء ضغط بعض وكلاء الشحن البحري المجرَّدين من المبادئ الخُلُقية. وقد جرّب آخرون حظّهم في أميركا الشماليّة، لكنّهم ما لبثوا أن انتقلوا إلى الجنوب بعدما وجدوا أنّ الظروف فيها غير مناسبة. وقد سار بعضهم على خطى أصدقائهم وأقربائهم وشجّعت قصص ثراء المهاجرين العائدين وحرّيتهم بعضهم الآخر. ولكن يمكن القول إن المهاجر اللبناني كان ينظر إلى كولومبيا وغيرها من دول أميركا الجنوبيّة على أنّها تمثّل أرض الفرص

 

إستقبلت كولومبيا أعدادًا قليلة نسبياً من المهاجرين اللبنانيّين، وحصلت في القرن الماضي موجات هجرة كبيرة فيما وراء الأطلسي، إلاّ أنّها لم تصل إلى كولومبيا التي شكّلت مميّزاتها الاستوائيّة، وضعف مواصلاتها الداخليّة، وغياب سياسة هجرة فعالة، روادع حالت دون تدفّق موجات الهجرة إليها. هذا إلى جانب أنّ البلاد كانت تحت تأثير الحرب الأهلية ( 1899 - 1903) وتعاني خللاً إقتصاديّاً. وبالتالي كانت كولومبيا بعيدة عن أن تكون وجهة جاذبة مثل الأرجنتين والبرازيل وغيرها

 

الوصول

سافر المهاجرون اللبنانيّون إلى كولومبيا على متن سفن أوروبيّة. وقد وصلت أغلبيتهم مباشرة إلى

Barranquilla

أو

Puerto Colombia

أمّا بعضهم الآخر فقد قدم من مناطق في أميركا الجنوبية

 

توجّه قسم من المهاجرين الى المناطق الداخليّة وأقام بالعاصمة أو ببلدات على امتداد نهر ماغدالينا. وبالنسبة إلى المهاجرين اللبنانيّين بقيت بارّانكيلا وكارتاخينا وسانتا مارتا وبلدات صغيرة أخرى على الساحل الكاريبي الوجهات الكولومبيّة الأكثر شعبيّة. ولكنّ مجموعاتٍ لبنانيّةً كبيرة استقرّت بالعاصمة

Bogota

وبمدن مثل

Cali

و

Medellin

وفي منطقة

Santander

وغيرها

 

ثمّة تجانس يربط المهاجرين اللبنانيّين بمضيفيهم الكولومبيّين الموصوفين برقّة القلب والتحمّس وقوّة التصوّر، فتزداد وتيرة الزواج المختلط، غير أنّ ذلك لم يمنع من وقوع حوادث مؤسفة بينهم وبين الكولومبيّين، وقد سبّب نجاحهم السريع في المجال التجاري كرهاً معيّناً عكسته الصحافة المحلية. وغالباً ما أثار التجّار الصغار هذا العداء والحسد. في حين دافع بعض الأعضاء البارزين في المجموعة التجارية الكولومبية عن منافسيهم، واصفين إياهم بالشعب المحترم والمسالم الذي استحق التهنئة لحسن تصرفه المهني. ومع ذلك فقد لازمتهم تسمية

Turcos

المهينة، وبقيت سبب الكره وسوء التفاهم. وما زالت الكلمة مستعملة حتى اليوم على الرغم من الجهود التي بُذلت لإثبات عدم ملائمتها


اتصل بنا

Mr. Ramez Labaki

Centre Toufic Labaki
Salah Labaki 11 Street, 113
Main square
P.O.Box: 01 - Baabdat
Maten - Lebanon

Send your inquiry

For questions or any information request, kindly fill the below fields
عرض
الحقول المطلوبة